ليلة برائحة الطين ( قصة من تأليف نوال العمودي )

عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 29/09/2007

سألني اخي ترغبين الذهاب معنا لأحد القرى البعيدة لزيارة احد اصدقائي ؟ فكرت لحظة فقلت لما لاتتذهبين لتتعرفي اكثر على هذه القرية البعيدة – فقلت له .. حتما سأذهب .
وسارت السيارة ومن قرية لقرية ومن وادي لوادي – فجئة انقطع بنا الأسلفت نعم من هنا الطريق احجار وتراب ورمال وسيارتنا تارة تصعد وتارة تهبط – هنا زبير وهنا اشجار وحشائش – وبدأت امل من طول الطريق كانت الشمس تصرخ بحرارتها بوجهي – وفجئة ودون سابق إنذار امتلأت السماء بالغيوم ونزلت قطرات من المطر الذي ادخل النشوة والنشاط الى نفسي الثائرة – فقلت رحماك يارب – مااروع جو هذه القرية –
وانهينا مشوارنا الى منزل يقول اخي انه منزل ! صراحة لم الحظة منزلا! ضحكت على نفسي – كان المنزل لا سور له هناك في اليمين غرفة مستقلة وفي اخر اليسار غرفة مستقلة ومن كل الأطراف غرف فقط وبالوسط بسطة من الأسمنت الناعم وعليه ثلاث من القعد ( مفردها قعادة مصنوعه من الخشب والحبال اشبه باالأسرة )
فرحبوا بنا اهل الدار اروع ترحيب الرجال مع الرجال ونحن النساء دخلنا احدى الغرف المتنافرة – يامرحبا حياكم الله اقلطوا تفضلو يامراااااحب وامتلأت الغرفة بالقبل النسائية – كانت صاحبة المنزل قمة في الذوق إذ احضرت لنا بعض الماء لنرتشف من عناء الطريق – وإذ بالمطر يسقط غزيرا فتوقف فجئة – وإذا بأهل الدار يعدون لنا فطور شهي فأكلت حتى غلبني النعاس – تمددت لأنام غفوة ساعات الا وقد احسست بحرارة الشمس من جديد ولكأن المطر اخرج حرارة الأرض المكبوتة – فحان وقت الغذاء وكان كرمهم واضح عليهم – وخرجنا الى تلك البسطة لنشرب الشاي والجو مكشوف . هذه ترعى اغنامها وهذا يمر بقطيع النياق لديه وهؤلاء الأطفال يلعبون كل شيء مكشوف امامنا – واصبح الجو جنة برودة وحسن ضيافة – وإذا بنساء القرية يحضرن واحدة تلو الاخرى للسلام علينا – وهناك تعرفت على فتاة تدعى زهراء ويدلعونها ( بسباسة ) قلت في نفسي وانا اضحك ينقصنا لهيب --- قالت لي : تذهبين معنا الى بيت الجيران لتشاهدين عروسهم قبل يومين تزوجت . رحبت بالفكرة – ومن الطبيعي ايضا لا باب لديهم لنطرقة – شاهدت فتيات كثر ومن ضمنهم فتاة تلبس لباس مطرز وتلبس كثير من الذهب – ولكنها كانت عند ابقار تحلبها – فقلت مستحيل تكون هذه العروس – سألت بسباسة . اخبرتني انها العروس فضحكت بيني وبين نفسي عروس وتحلب الأبقار !( والله نحن طغى علينا الدلع والخمول والكسل )
تعرفت عليهم – فودعناهم وعدنا الى منزل بسباسة – واسدل الليل ظلمته على القرية – وجاء موعد العشاء
( لا ادري لما اكلت بشراهة في هذه القرية ) وفجئة قالت لي بسباسة تريدين بردقان ( في بالي برتقال ) وإذ
تأتيني بكيس صغير فيه شيء ناعم اصفر اللون ( يقولون انه شمه او نشوق ماادري صراحة ) فضحكت بكثرة على نفسي وضحك الجميع علي ---- وجاء وقت النوم احضروا لنا لبن ناقة قلت اجرب واشرب ( وعينك ما تشوف النور ) وعند النوم رغبت انام بالخارج وياللروعة البسطة ومااجمل النجوم وهي تتلألأ بستارة السماء السوداء
منظر لا يمكن انساه – وفجئة سمعت صوت غريب يأتيني من تحت القعادة اضطربت وخفت ولم احرك ساكنة !
كنت انادي بصوت مرتعش وبطيء بسباسة بسباسة ولكنها في نوم عميق – فلمحت صاحب الصوت ماهوالا ضفدع بري , ( ضفدع الطين ) حقا كانت القرية تغوص في قالب من الطين ذو الرائحة النفاذة عند هطول المطر ---
نوال العمودي

قصة حلووة اسلوبها احلى ملاحظة : ممكن تحطين هامش في آخر القصة عشان الي ما فهمها يفهم وما يقطع على اللي فاهمي القصة

سلمت يمناكِ كاتبتنا

والله يعطيك العافية وأنتظر جديدك من القصص

لأني من المهتمين جداً بقصصك الجميلة

مره آخرى سلمت يمناكِ وإلى الأمام

تقبليِ تحياتي.......
أخوكـــــــــ.........

قصه اكثررررررررررر من الروعه
تقبلي مروري